Aleppo Consortium

“خلق الله الانسان وجعله غاية للحياة ، بعد أن سخّر له جميع المخلوقات … لذلك يجب أن تتحقق لهذا الإنسان كفاية من السكن والغذاء والملبس والصحة .
ولكن جشع المجتمع المادي ، وغياب العدالة الإنسانية جعل أقلية من سكان العالم ، تسيطر على مقدرات البشرية الاقتصادية ، مما أدى الى ظهور مئات الملايين من الفقراء والمرضى والجياع .
وجاءت الأديان السماوية بجميع شرائعها تحث الإنسان على مساعدة أخيه الانسان حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن لله عباداً اختصهم بقضاء حاجات الناس حببهم للخير وحببَّ الخير اليهم أنهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة )) .
ومن هنا نشأ العمل الخيري التطوعي واتسعت آفاقه من أجل بناء مجتمع متكافل متكامل .
في ظل المتغيرات الإقتصادية الواسعة وانعكاساتها على الوضع الإجتماعي , نجد لزاماً علينا في إتحاد الجمعيات الخيرية تطوير أسلوب العمل الخيري بما يتوافق مع المرحلة الحالية وفقاً للمحاور التالية :
1.الاستفادة المثلى من الامكانات المتاحة ، لدى الجمعيات الخيرية العاملة على ارض الواقع وخاصة الجمعيات الخيرية ذات الأهداف المتشابهة ، ليكون عملها متكاملاً وتفعيل دور بعض الجمعيات لتحسين ادائها وإيجاد جمعيات جديدة فقط في المجالات التي لا يوجد فيها جمعيات مماثلة جمعيات عاملة .
2.توسيع قاعدة العمل الخيري أفقياً عن طريق نشر ثقافة العمل التطوعي من خلال خطة تربوية شاملة تعتمد الدخول الى جميع المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها والتعامل مع الصناعيين والتجار ونرجو مزيداً من دعم وسائل الاعلام المختلفة مع الحفاظ على هويتنا الدينية والوطنية .
3.توسيع قاعدة العمل الخيري عامودياً من خلال تطوير أسلوب ، ليصبح نظاماً مؤسساتياً ، يقلل الاعتماد على الأشخاص ، وكذلك من خلال اعتماد الجمعيات على مشاريع استثمارية تؤمن لها السيولة اللازمة لاستمرارها ، مما يسهل العمل ويحسّن الأداء ويخفف الحاجة الى جمع التبرعات .
4.تحويل الاعانات المالية للمحتاجين الى مشاريع عمل صغيرة يعمل فيها الفقراء واليتامى .. يعود ريعها لهم ، ليصبحوا أفراداً عاملين يشاركون المجتمع في عملية التطوير والتنمية المستدامة .
5.تطوير وترشيد مشروع الزكاة العام ، ليصبح مؤسسة دعم اجتماعي صحي دائم يصل خيره الى المحتاجين فعلاً وتنساب فيه المساعدات ، خلال العام بدلاً من تركيزها في شهر واحد”