صناعة الطوائف.. رسم الحدود وتطييف الانتفاضة السورية (2011-2013)
جهة النشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة Harmoon Center for Contemporary Studies
كثيرًا ما يستخدم السياسيون والناشطون والصحافيون وبعض الأكاديميين مصطلح “الطائفية”، لشرح أسباب الانتفاضة السورية والحرب الأهلية اللاحقة، وديناميكياتهما، إلا أن هذا الوضع يتناقض بصورة حادة مع أنواع الرموز والخطابات التي استخدمها المتظاهرون الذين يغلب عليهم الطابع السلمي، وقد نزلوا إلى الشوارع في سورية في 2011. بالاعتماد على المقاربة التفسيرية interpretivist والوصف الكثيف thick-description، تجد هذه الدراسة أنّ ردات أفعال الناشطين المحليين وغير المحليين، على عنف النظام وسرديته الرئيسة، تُوّجت بتنشيط مقولة “الطائفة”، وتسييسها بوصفها نزعة اجتماعية sociality متبقية. أجادل بأن الظهور المتزايد للأطر الطائفية وتعبئة الجهات الفاعلة غير الطائفية كانا جزءًا من استراتيجيات صنع الحدود التي اتبعتها الجهات الفاعلة المحلية وغير المحلية التي استفادت من عنف النظام والتأطير الطائفي الإقليمي، وسعت لاحتكار التمثيل الرمزي للانتفاضة. كانت فاعلية عملية التطييف رهنًا بتصعيد العنف، وعسكرة الانتفاضة وتدويلها، وعولمة الشبكات الطائفية. بتناول سورية بصفتها دراسة حالة، توضح هذه الدراسة الصراعات كيف تصبح “إثنية” أو “طائفية الترميز”، وكيف تؤثر الظاهرة الاجتماعية الكلية في السلوك على المستوى الجزئي ووجهات النظر واستراتيجيات صنع الحدود.