سراب طفلة بعمر الخامسة عشر، تمّ تزويجها لرجل متزوج فقط لأنه يملك المسكن الذي تعيش فيه عائلتها التي باتت عاجزة عن تسديد بدل إيجاره بعد وفاة رب الأسرة، أي والد سراب، والمصيبة أنّ صاحب البيت والعريس الأربعيني “اللقطة” للطفلة سراب رفض تثبيت الزواج واعتبر منزل العائلة مسكن الزوجية بنفس الوقت.
هي خمسة أشكال من العنف الموجه ضد الفتيات في حالة واحدة؛
- تزويج قسري تحت السن القانونية
- عدم الاعتراف بالزواج وعدم إعلانه أو إشهاره، وعدم تثبيته
- عدم تأمين سكن خاص لسراب وغياب الخصوصية العائلية والزوجية
- تهديدها برمي أهلها إلى الشارع في حال مخالفة رأي أو رغبات الزوج
- نظرة المجتمع الدونية لسراب وعائلتها -خاصة نساء العائلة- نتيجة إخفاء الصفة الحقيقية للزوج وكأنه عشيق أو زبون يقدم المساعدة المالية مقابل المتعة وموقف أخوة سراب منها ونظرتهم السلبية لأنهم يعتقدون أنها تسببت بوصم العائلة كلها بالعار. وقد يترتب أذى جديد في حال حمل سراب وموقف الزوج من هذا الحمل؛ هل سيتقبله؟ هل سيجبرها على الاجهاض؟ هل سيعيش الطفل دون تسجيل وبلا نسب؟
حالةٌ واحدةٌ قد لايكترث بها أحد، وقد يعتبرها الكثيرون والكثيرات حالة طبيعية أو أحد أشكال النجاة من أثار النزاع أو الحرب، لكنها توثق حدوثاً فعلياً لخمسة أنواع من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وعلى الفتيات والنساء تحديداً.
في النزاعات تصبح أجساد النساء ساحة للحرب، وتتعدد أشكال العنف بسبب عجز النساء عن المدافعة عن أنفسهن، ولوقوعهن حينها في مركز العنف الموجه من كل أطراف النزاع، حيث يشكّلن الحلقة الأضعف…
إنّ النزوح واللجوء والتشرد وفقدان الأزواج والأبناء والمعيلين بشكل عام وفقدان بيوت السكن والملكيات الزراعية والاقتصادية للعائلة كلها أشكال حادّةٌ من العنف المبنيّ على النوع الاجتماعيّ والمهددة بشكل أساسي لاستمرار حياة النساء والسبب الرئيسيّ لحرمان النساء من الحصول على الموارد الأساسية.
أما الاغتصابُ والإجبارُ على العمل بالدعارة واسترقاقُ النساء والطفلات وتزويجُ الطفلات بذريعة تأمين المأوى ومصدر للحماية والأمن الاقتصادي أو لحمايتهم من الاغتصاب، فكلها أشكال من العنف تتعلق بمرحلة النزاع، تكرس ضعفاً هيكلياً تعاني منه النساء وتدفع ثمنه في نفس الوقت، فتتحول أجساد النساء إلى سلاح حرب يتم عبره إهانة الخصم أو الانتقام منه. بنفس الوقت تتحول أجساد النساء إلى مصدر لتفريخ عنفٍ جديد معمّمٍ تصل آثاره إلى المستقبل، مثل ولادة أطفال مجهولي النسب بلا هوية معروفة وبلا قيد مدني أو ولادة أطفال مرضى بسبب سوء تغذية النساء والأطفال والتسبب بوفيات للأم والجنين في كافة مراحل الحمل، عدا عن فقدان وسائل الصحة الإنجابية التي ترعى الأمهات والأطفال وتهتمّ بالصحة الجسدية والنفسية والعملية للأم. ومن هنا، من الضروري جداً إيلاء الصحة العقلية الأهمية القصوى لأنّ هذا الأمر غائب عن برامج الدعم الصحي والرعائي، ولأنه يستحق الاهتمام به كونه يستفحل أوقات النزاع وبناء عليه يتحول إلى وصمة للمصابات به اللواتي يتم إهمالهن وعزلهن وحرمانهن من العناية والاستطباب المطلوب فيزيد عدد المشردات أو المتروكات لمصيرهن الصعب.
في النزاع تتحول غالبية النساء إلى معيلات ولكنهن يعملن في المجالات الهامشية غير المنظمة والتي لا تتطلب خبرة أو اختصاصاً، مثل العمل في البيوت أو الورشات غير المحمية، كما تكون أجورهنّ أقل من أجور الرجال وساعاتُ عملهن طويلةً ومرهقةً، وتفتقر هذه الأماكن للمراقبة والسلامة المهنية وتتعرض النساء للتحرش والاغتصاب والتهديد بالطرد من العمل إذا لم توافق على التحرش، أو قد تنخرط في الأعمال القتالية وتكون جزء من آلية التجنيد التي تحول النساء إلى أدوات حرب بمعزل عن التفكير بحمايتهن.
دونته: سلوى زكزك
تصميم: smart step
للمزيد حول المقال، يرجى زيارة الرابط التالي :
Add Comment