أبحاث: لتعميق ثقافة المعرفة دورة 2023 – 2024
الجهة: Ettijahat – Independent Culture / اتجاهات – ثقافة مستقلة
آخر موعد للتقديم: 10 أيلول 2023
تعلن اتجاهات – ثقافة مستقلة عن فتح باب التقدّم إلى دورة 2023- 2024 من برنامج أبحاث: لتعميق ثقافة المعرفة والتي يتم تخصيصها بشكلٍ رئيس للباحثين والباحثات الأفراد من سوريا ولبنان، بهدف تقديم مساهماتٍ نقديةٍ وبحثيةٍ حول إنتاج الفنون والمشاريع الإبداعية في السياقين السوري واللبناني، ورصد ملامح من علاقة الفنون والتعبيرات الثقافية والإبداعية بالتغييرات الحاصلة على صعيد الحياة العامة في كلا البلدين وما يتصل بسؤال المهجر.
تهدف هذه الدعوة إلى استقبال أوراقٍ بحثية من العامِلات والعاملين في المجال الفني والبحثي والمجالات المجاورة الإعلامية، والسوسيولوجيّة، والتراثية؛ ومن باحثاتٍ وباحثين وفنّاناتٍ وفنانين ومؤطِّرات ومؤطّري فنونٍ من سوريا ولبنان ومن المنطقة العربية ومن المهتمين والمهتمّات بأسئلة الفنون في السياقين السوري واللبناني، وذلك لإتاحة الفرصة أمام منتجي ومتلقّي الفنون للتأمل في أهم التحولات الحاصلة في إنتاجها والتعرّف على بعض القضايا المرتبطة باستهلاكها وتلقيها، ومع التركيز في هذه الدورة على الأسئلة المرتبطة بالتراث والأرشيف والتوثيق.
تلقّى البرنامج منذ انطلاقته في العام 2013 وحتى الآن 377 طلباً وأتاح الفرصة ل 98 مشاركةً ومشاركًا لحضور تدريباتٍ ومتابعة أبحاثهم/ن على ونتج عنها نشر أكثر من 60 ورقةً بحثيةً باللغات العربية والإنكليزية. وشكّل شبكةً من الممارسين الثقافيين تضم أكثر من 30 خبيراً/ةً ثقافياً وفنياً من لبنان وسوريا وتركيا والأردن من بينهم/ن مدرّبون ومدرّبات ومرافقون وأعضاء لجان تحكيم وقراءة، بالإضافة إلى هيئاتٍ بحثيةٍ ومعاهد وجامعاتِ، وقام بإنتاج مواد تعليمية عن مهارات البحث العلمي الثقافي وأدلّة عمل وموارد سمعية وبصرية مع خبراء وباحثين إضافة إلى جلسات نقاشٍ مفتوحةٍ مع الجمهور.
الإطار البحثي
إن النظر في عملية إنتاج الفنون والممارسات الثقافية والإبداعية في السياقين السوري واللبناني في السنوات الأخيرة يشير إلى تغيراتٍ جوهريةٍ على صعيد تموضع الفنون في الحيّز العام والأدوار التي تلعبها وتساهم بها، وبما يتجاوز السياقات الضيّقة والنخبوية، في ظل استمرار انهيار العديد من البنى العامة وتراجع الحريات العامة.
في سوريا، سعى ممارسو وممارسات الفنون والمنظّرون لها وبشكلٍ مطّرد منذ العام 2011 إلى التعمّق في مفهوم “الجديد” الذي أنتجه المشهد المدني وضمناً الثقافي والإبداعي والذي صاحب الدعوة إلى التحوّل الديمقراطي، فكانت هناك مبادرات فكرية وفنّية لمراجعة إنتاج الفنون وتلقيها وعلاقتها باليومي، وأعادت هذه المبادرات تفكيك وتركيب اللغة وموضعة سؤال السياسة والهم العام في قلب الإنتاج الفني، وسعت إلى تحرير الكلام ومساءلة قواعد وضوابط النظم وبنى السلطة والقوة الكامنة فيها، وعمدت هذه الاشتغالات الإبداعية إلى مساءلة المسلّمات وإعادة تركيب الجغرافيا والنظر في أبعادها مع سطوع المهجر كواقعٍ والمنفى كفكرة وما طرح أسئلة حول التمثيل واللغة والهوية، وعلاقة كل هذا مع متغيرات العالم. في المقابل، ومع تتالي الاضطرابات والتغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتعذّر نشوء أطر تغيرٍ بنيوي وعى الفنانون كما الباحثون الحاجة إلى التأمّل بأطر وديناميات الصراع والسلطة والقمع بهدف إنتاج بدائل للمستقبل رغم الظروف الممتدة في اضّطرابها والمتراكمة في تحدياتها.
في لبنان، حرص ممارسو وممارسات الفنون والمنظّرون لها إلى احتضان لحظة ثورة تشرين 2019 بوصفها لحظةً تأسيسيةً جديدةً ومدخلاً لمراجعة التفكير بمعنى الدولة والفضاء العام من خلال تفكيك منظومة الظلم والفساد، والتأكيد على أن العمل الثقافي والفني ليس بمعزلٍ عن الواقع المدني والسياسي. وقادت هذه الممارسات في إنتاجها -مع استمرار الانهيار الممنهج للبلد من قبل القوى الحاكمة وشراكاتها- إلى أسئلةٍ أخرى عن أشكال التنظيم داخل القطاع الثقافي والفني ومساءلة بناه وهياكله، والدعوة إلى استكشاف أشكالٍ تعاونٍ عضويةٍ وإنتاج بدائل عن النقابات، وتعزيز الفهم التعاوني لإدارة العملية الفنية وبما يشجّع على يضمن خلق بيئات آمنةٍ للعمل.
ورغم خصوصية وتعقيد سياق البلدين، إلا أنهما اختبرا حقيقة إنتاج الفنون في صميم الكارثة، ونشير هنا بشكلٍ دقيق إلى تفجير 4 آب/ أغسطس وزلزال شباط/ فبراير 2023 بوصفهما ذروة الواقعة، رغم وعينا أن الكارثة – في كلا السياقين- تتراكم منذ سنين كما أنها عواقبها مستمرّة وهناك حاجة إلى تفكيكها والتعاطي معها. وضمن هذا الإطار كانت الفنون والإنتاجات الإبداعية حاضرة في النقاش العام مع ازدياد إطباق القوى الأمنية على الفضاء العام. فتوقفت الإنتاجات الفنية عند فشل سرديات الأمان، وعواقب غياب العدالة المناخية، وغياب منظومات العدالة النفسية والصحية والاقتصادية والجندرية، ومحاولات الاستيلاء على الثورات بشكلٍ مستمر والتطبيع الدولي مع الأنظمة القمعية.
مع كل ما ذكر أعلاه لابد من التسطير حول عددٍ من الملامح التي ساهمت في سبك المشهد الثقافي في كلا البلدين والتي من بعض خصائصها: أولاً: توسيع منتجي ومنتِجات الفنون لفهم العملية الإبداعية، وتعزيز تقاطعيتِها مع القطاعات المجاورة وبشكلٍ رئيس مع التراث بأشكاله المتنوعة ليكون مدخلاً للربط مع أسئلة المجتمعات، وثانياً: تعزيز الفهم الحقوقي للممارسة الفنية التي تضمن طرح سؤال ماذا بعد وأساليب مواجهة الهزيمة. وثالثاً: ازدياد مشاريع الأرشيف والتوثيق والتي تجد في العملية الفنية حجةً وذريعةً لمواجهة السرديات المهيمنة والرسمية، وتعزيز امتلاك الماضي بعد أن تم استلابه من قبل المؤسسات الرسمية، واعتماد هذه المشاريع لمنهجيات عملٍ تسائل الفكر الاستعماري وما تلاه، وتمتلك فضول التعرّف على تجارب أخرى من العالم.
في هذا السياق يبدو لنا أن المواضيع والمحاور التي يتوجب على الأورق البحثية أن تتعامل معها تندرج في المحاور النظرية المركزية التالية:
- أشكال صون الممارسات التراثية في تقاطعها مع إنتاج الفنون وتفعيل أدوارها الاجتماعية والإبداعية والاقتصادية وفي مواجهة الأخطار البيئية، والأمنية، والاقتصادية، والجندريّة.
- أشكال تنظيم القطاع الثقافي على صعيد المأسسة، وتوسيع العمل التعاوني والشراكات الأفقية، وتعزيز العلاقة مع القوى المجتمعية بأطرٍ تناهض الهيمنة والسلطوية والنخبوية.
- دراسة ملامح الثقافة المتولّدة في سياق “الكارثة” واستكشاف آفاقها وإمكانيات تطوّرها لابتكار مستقبل أفضل وتعزيز تقاطعيتها مع أسئلة العالم الأكثر راهنيةً.
- اشتباك الفنون مع الممارسات الأرشيفية والتوثيقية والأدوار الممكنة في هذا السياق لاستعادة السردية ومواجهة الهزائم والخراب.
- دراسات المقارنة بين الإنتاج الفني السوري واللبناني، وبينهما وبين تجارب الإنتاج من المنطقة العربية.
نتطلع في اتجاهات- ثقافة مستقلة إلى أن تشكّل هذه الدورة من برنامج أبحاث مساهمةً مهمّة في هذا الجهد المطلوب وذلك من خلال العمل على بناء قدرات الباحثين والعاملين في الثقافة ومن خلال توفير مجالٍ حيوي وتفاعلي لمناقشة عددٍ من البحوث التي يمكن أن تشكّل مرجعيةً للعمل الثقافي في الظرف الحالي.
آلية التقدم
- يتم التقدم من خلال دعوة عامة لاستقبال عشرين مقترحاً بحثياً تتوجه بشكلٍ رئيس إلى الأفراد من الباحثات والباحثين في مجال الفنون والمؤطرات والمؤطرين الفنيين والفنانات والفنانين
- هذه الدعوة متاحة للتقدم إلى كافة المهتمات والمهتمين من سوريا ولبنان والمنطقة العربية
- تعطى الأولوية للباحثين والباحثات الذين هم/ن في بداية مسارهم البحثي، وبشكلٍ رئيس ممن لم يتجاوز الأربعين من العمر.
- يتراوح حجم الأوراق المطلوب إنتاجها بين 15,000و20,000 كلمة.
- يشترط أن تكون الأوراق جديدة ولم يتم نشرها من قبل، ويجب أن تتوافق مع الإطار البحثي العام للبرنامج
- تشجع اتجاهات الأوراق البحثية والنقدية التي توازن بين المعايير البحثية الأكاديمية وبين الحرص على التوجه إلى القرّاء عبر المنصات الرقمية
- تقوم لجنة مختصّة من باحثات وباحثين بدراسة المقترحات المقدمة وسيعلن عن أعضاء اللجنة بعد انتهاء فترة التحكيم
- تقدّم اتجاهات دعماً مالياً بقية 2500 يورو لكل ورقة بحثية، إضافة إلى برنامج تدريبٍ متخصص، وبرنامج مرافقة تخصّصي، وفرص سفر، ولقاءات عامة، ونشر وأنشطة ترويجية تمتد على العامين 2023 – 2024.
مكوّنات البرنامج
اللقاء التدريبي الأول
يتم تصميم لقاءٍ تدريبي في مدينة بيروت خلال خريف العام 2023 ويتم من خلاله مراجعة إشكاليات البحث الرئيسة للمشاركين والمشاركات وتقديم تدخّلات تدريبية حول المنهجيات العلمية والأسئلة الأخلاقية للعمل البحثي. كما يتضمن البرنامج التدريبي لقاءاتٍ وحواراتٍ وزياراتٍ ميدانية لعددٍ من الأكاديميات والمؤسسات البحثية والفنية في لبنان.
برنامج المرافقة التخصّصي
يتم اختيار عدد من المرافقين والمرافقات المختصّين والمختصّات في مجالاتٍ ثقافية عدّة وبشكلٍ رئيس ضمن موضوع الإشكالية التي يعمل عليها كل باحثٍ/ باحثة لمرافقة العمل البحثي مدة 6 أشهر. إضافة إلى ذلك يخصص فريق البرنامج أطر مرافقةٍ على الصعيد التحريري والمنهجي والموارد البحثية اللازمة طيلة إنجاز الأوراق البحثية.
لقاءات عامة
يتم تصميم سلسلة من اللقاءات العامة مع الجمهور بهدف إتاحة الفرصة للمختصين والعاملين في المجال الثقافي والعام لمناقشة الأفكار والخلاصات التي اختبرها الباحثون والباحثات خلال إنتاج الأوراق البحثية، وبما يساعدهم/ن على تعزيز وتعميق فهم/ن للمواضيع التي يعملون عليها.
إصدارات
يتم نشر الأوراق البحثية المنجزة بالشراكة مع دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع وبعد مرافقة فريق اتجاهات وعددٍ من الخبراء لجهد الباحثين على صعيد التحرير والصياغة النهائية للأوراق البحثية.
مواعيد هامة
- جلسة أسئلةٍ عامةٍ عبر تطبيق زووم: 15 آب/ أغسطس 2023
- آخر موعدٍ للتقدّم بالمقترحات: 10 أيلول/ سبتمبر 2023
- مراجعة واختيار المقترحات: 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
- اللقاء التدريبي الأول: الأسبوع الأخير من تشرين الأول/ أكتوبر 2023
- توقيع العقود مع الباحثات والباحثين: تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
- برنامج المرافقة: تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 – أيار/ مايو 2024
- اللقاءات العامة: خلال النصف الثاني من العام 2024
- نشر الأوراق البحثية: خلال النصف الثاني من العام 2024
Add Comment