انتهاكات يومية لحرية الصحافة والعمل الصحفي في سورية ضمن جميع مناطق النزاع.
3 أيار / مايو 2021
يمر اليوم العالمي لحرية الصحافة في الوقت الذي مازالت فيه بقاع كثيرة من العالم تعاني من انتهاكات يومية لحرية الصحافة، الوسيلة الأهم التي تعكس حرية الرأي والتعبير كحق طبيعي كفلته إعلانات مواثيق حقوق الإنسان.
إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، نجد في هذه المناسبة فرصة لنؤكد من خلالها على دور العمل الصحفي في تصحيح مسار حقوق الإنسان، وحث الدول للوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، بما يساعد العاملين في الشأن الإعلامي تأكيد الأخلاقيات المهنية، والوقوف في وجه الانتهاكات المرتكبة بحق وسائل الإعلام التي تعاني من القمع والإسكات.
كما نجدها فرصة لتذكير العالم بالنزاع السوري الذي مازال مستمراً كبؤرة لجميع انتهاكات حقوق الإنسان، ومن أبرزها الانتهاكات بحق الصحفيين والعمل الصحفي والإعلامي، في جميع مناطق النزاع -دون استثناء- وإن تفاوتت بشكل نسبي بين منطقة وأخرى.
وفي هذه المناسبة، نجد من واجبنا تسليط الضوء على أولئك الصحفيين الذين قدموا أرواحهم في سبيل إيصال صوت الحقيقة في بلد كسوريا، يتذيل اليوم -عالمياً- قائمة حرية العمل الصحفي، إذ مايزال الصحفيون السوريون في طليعة أولئك المعرضين للأخطار المحققة والجسيمة لتغطية، ومازالوا يعملون بشكل سري تخوفاً من استهدافهم في جميع مناطق النزاع.
لقد أخذ المرصد السوري لحقوق الإنسان على عاتقه توثيقاً يومياً للجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين، إذ وثقنا مقتل 748 صحفي سوري منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ 15 من آذار/مارس 2011
وذكرت مصادر المرصد أن 13 صحفي قضوا على يد الفصائل المقاتلة والإسلامية، كذلك قتل تنظيم الدولة الإسلامية 69 صحفي سوري بينهم صحفي يعمل كناشط في المرصد السوري بالإضافة لقتل التنظيم لـ 5 صحفيين أجانب، بينما قتلت هيئة تحرير الشام 18 صحفيًا.
واختطف واختفى قسريًا 38 صحفيًا في مناطق سيطرة الفصائل وهيئة تحرير الشام.
وفي السياق ذاته رصدت مصادر المرصد السوري قيام نظام الأسد بالتضييق على الصحفيين واعتقالهم، سواءً سوريين أو من جنسيات أخرى، ممن يقومون بمهاجمة النظام إعلاميًا أو يعترضون على سياساته أو يتطرقون للحديث عن ملفات الفساد، حيث قتلت قوات النظام والمليشيات الموالية لها 541 صحفيًا سوريًا بينهم 7 صحفيات ومن ضمن العدد الكلي، 5 من نشطاء المرصد: 1 في ريف اللاذقية و1 حلب و1 دير الزور و1 دمشق وريف دمشق كذلك قتل 8 صحفيين أجانب، كما اختفى قسريًا واعتقل نحو 552 صحفيُا في معتقلات قوات النظام.
كذلك قتلت الطائرات الروسية 29 صحفي سوري، فيما قضى 56 صحفي تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام ومعتقلاته الأمنية.
وفي هذه المناسبة، نستذكر شهداء المرصد السوري لحقوق الإنسان، وجميع أولئك الذين قدموا حياتهم في سبيل القلم والمعلومة، وندعو إلى تشجيع المبادرات التي من شأنها الارتقاء بحرية الصحافة وممارسة العمل الصحفي، وتأمين ما يلزم من حماية وضمانات لمهنة المتاعب المحفوفة بالمخاطر وخاصة في مناطق النزاعات المسلحة والدول الاستبدادية، حيث تتزايد الحاجة للضمانات وآليات الحماية في ظل جائحة كورونا، التي زادت من التضييق على العمل الصحفي.
كذلك، إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وعلى الرغم من التهديدات المستمرة التي يتلقاها من مختلف القوى المسيطرة، إلا أنه يواصل نشاطه ضمن عموم الأراضي السورية، لفضح وكشف الانتهاكات التي ترتكب بحق المواطنين أينما وجدوا وعلى اختلاف توجهاتهم، وإيصال أصوات المدنيين إلى العالم أجمع، وعلى ضوء ما سبق يجدد المرصد مطالبته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بضرورة التدخل بشكل جاد لوضع حد لمعاناة الشعب السوري على اختلاف مناطق السيطرة، والتي امتدت لأكثر من عقد من الزمن.
للاطلاع على البيان من مصدره تجدونه على الرابط.
Add Comment