الجهة: مركز حرمون للدراسات المعاصرة Harmoon Center for Contemporary Studies
آخر موعد للتقديم: 10 نيسان 2023
منذ أن خرج الجيش في سورية من ثكناته، ووضع يده على السلطة السياسية وعلى إدارة البلاد، في آذار/ مارس 1949، لم يعد إلى وظيفته العسكرية المحض، وبقيت السياسة محظيته ومحميته، وبقي الاقتراب منها محفوفًا دائمًا بالخطر. من انقلاب إلى آخر، لم تهدأ لعبة السلطة في هذه البلاد، وظل الجيش على طول الخط بطل اللعبة.
سيكون انقلاب حافظ الأسد في العام 1970 نهاية سلسلة الانقلابات في سورية. سبق للأسد أن شارك قبل ذلك مع ضباط آخرين في انقلابين؛ الأول في العام 1963 والثاني في العام 1966، انقلابين مهّدا لانقلابه الخاص، وينقل عن الأسد أنه قال بعده: إن هذا هو الانقلاب الأخير في سورية. وكان ذلك. فقد استمر حكم حافظ الأسد حتى وفاته في العام 2000. ليس هذا فقط، بل تمكن خلال العقود الثلاثة من حكمه من أن يؤسس لنظام يقبل التوريث بسلاسة التوريث الملكي لولي العهد، ما يدفع إلى القول إن نظام الأسد بات بعد ثلاثة عقود من حكم الأسد الأب لا يقبل التوريث فقط بل يتطلبه من أجل الاستمرار.
يتناول ملف العدد الرابع والعشرين من مجلة قلمون، تحت عنوان (النشاط العام والمعارض لسلطة البعث في سورية 1963-2010)، المرحلة الممتدة من انقلاب البعث في آذار/ مارس 1963، حتى بداية الثورة في آذار/ مارس 2011، ويبحث في العناصر الجديدة التي تسللت إلى انقلاب 1963، والسلطات المنبثقة عنه، بماذا يختلف عن غيره من الانقلابات السابقة، وكيف تطورت هذه العناصر في انقلاب 1966، وكيف أسهمت في الوصول إلى (الانقلاب الأخير). وينظر في العوامل التي مكّنت حافظ الأسد من تفادي الانقلابات، وتعزيز سلطته، والتمهيد لتحقيق ما يمكن تسميته (الجمهورية الوراثية في سورية).
في الوقت نفسه، يتناول الملف آليات التكيف والمقاومة التي أبداها المجتمع السوري تجاه عملية ترسخ السلطة الأسدية، وما أشكال المعارضة التي برزت في هذه المدة، وكيف أتيح للأسد الأب أن يسيطر على المجتمع، ويحيل المعارضة فيه إلى رقم هامشي، ولا سيما منها المعارضة اليسارية.
التحدي الجدي الوحيد لسلطة الأسد جاء من اليمين، وتمثل في النشاط المسلح للطليعة المقاتلة والإخوان المسلمين، الصراع الذي بدأ في 1976 بعمليات اغتيال متفرقة لشخصيات محسوبة على النظام، وبلغ ذروته في شباط/ فبراير 1982، في ما يعرف بـ (أحداث حماة). بعد ذلك بعامين، أي في 1984، تعرض النظام لهزة أوشكت أن تفقده تماسكه، حين ظهرت خطوط انقسام داخل الكتلة الصلبة للنظام في عقب مرض حافظ الأسد، ولكن هذا الأخير تمكن بعد شفائه من احتواء الصدع، وإعادة ترميم النظام.
بعد تغلب النظام على الحركة الإسلامية المسلحة، برز شعار (حافظ الأسد إلى الأبد)، وقد تجلى شعار الأبدية في تهيئة باسل الأسد لوراثة أبيه. ولكن في مطلع 1994 تعرض النظام لصدمة أخرى مع مقتل باسل الأسد في حادث سيارة. مع ذلك، أتيح للأسد الأب من العمر ما يكفي كي يصل ما انقطع، ويكمل مسيرة التوريث مع الابن الثاني بشار.
كان الانتقال سلسًا بين الأب والابن، وقد يكون من بين الأسباب في ذلك، إضافة إلى ثقل الخوف، أمل السوريين برئيس شاب ومدني. أما الرئيس الجديد الذي لم يكن قد بلغ السن القانونية للرئاسة (40 عامًا)، واضطر مجلس الشعب إلى أن يعدّل الدستور كي يحقق مسار التوريث، فقد حاول أن يعطي صورة عصرية عن حكمه، فأبعد القبضة الأمنية قليلًا بما سمح بنشوء بعض طلائع المجتمع المدني، وسرعان ما ضاق صدره، وصدر الطغمة الحاكمة، فارتدت على هذه الطلائع بالاعتقال والتضييق.
تدعو مجلة قلمون الباحثات والباحثين إلى الكتابة في ملف العدد الرابع والعشرين من مجلة قلمون، ضمن المحاور الآتية:
- الصراع بين أجنحة حزب البعث بعد انقلاب 1963، وأثره في الشارع السوري، وتأثره به. والخلاف بين ميشيل عفلق ومنيف الرزاز من جهة، واللجنة العسكرية من جهة ثانية، ومن ثم بين أمين الحافظ وصلاح جديد، وبين حافظ الأسد وصلاح جديد. وكيف وصل حافظ الأسد إلى رأس السلطة في انقلاب أبيض وبمباركة داخلية وخارجية، من دون أن يضطر إلى التخلّص من خصومه كما يحدث غالبًا في الانقلابات.
- بواكير المعارضة الإسلامية لانقلاب البعث 1963-1970.
- الصراع الناصري البعثي في الجيش وفي السياسة بعد انقلاب 1963، ومحاولة انقلاب جاسم علوان.
- دراسة تشكل المعارضة الشعبية والحزبية لنظام الأسد، والبحث في أشكال المعارضة التي واجهت ترسخ آلة النظام وتغلغله في المجتمع.
- البحث في الصراع الذي اندلع بصورة عنيفة ومسلحة بين نظام الأسد والطليعة المقاتلة والإخوان المسلمين، وانعكاساته في المجتمع وفي النظام.
- التصدع الذي ظهر في النواة الصلبة للنظام (صراع الشقيقين، حافظ ورفعت)، دلالاته وأثره في التطور اللاحق للنظام، ونهاية جمعية المرتضى وسرايا الدفاع.
- المعارضة اليسارية لنظام الأسد، والبحث في هامشيتها المزمنة، ودور الصراع بين نظام الأسد والإسلاميين السوريين في مزيد من تهميشها.
- أشكال المعارضة المدنية، وتشمل أعمالًا أدبية وفنية لها طابع معارض، كما تشمل مساندة رجال أعمال للنشاط المعارض، إضافة إلى نشاط بعض الجمعيات أو المؤسسات الدينية الإسلامية التي سعت لتعزيز حضورها في المجتمع، ولاستمداد قوة من هذا الحضور تعطيها هامشًا من الاستقلال عن النظام.
- بروز طلائع المجتمع المدني (منتديات، لجان، عرائض … إلخ) في بداية حكم الوريث، ومحاصرتها من قبل أجهزة النظام قبل أن تثمر.
- النضال الكردي والسرياني في سورية بأشكاله الحزبية وغير الحزبية، ضد القمع القومي البعثي، والعلاقة بين هذا النضال والنضال السوري العام ضد القمع البعثي العام.
يلاحظ القارئ ولا ريب أن كل محور من المحاور المشار إليها أعلاه ينطوي على أكثر من فكرة تصلح أن تكون عنوانًا لبحث يكون جزءًا من المحور الرئيس. يرجى التفضل بأن يكون العنوان المقترح مصحوبًا بإشارة إلى رقم المحور في الورقة الخلفية، وتقبل المقترحات البحثية (ملخص 500 كلمة) حتى موعد أقصاه 10 نيسان/ أبريل 2023، على أن تستكمل البحوث في موعد أقصاه 20 حزيران/ يونيو 2023.
تستقبل المجلة مقترحات الباحثات والباحثين في الموضوعات أعلاه، وأي موضوعات أخرى ذات صلة، تاركة المجال مفتوحًا لحرية التفكير في ما يريانه مناسبًا ومهمًا في هذا المضمار. وتستقبل المجلة أيضًا المقترحات البحثية للنشر في باب الدراسات خارج الملف بما يتصل صلة غير مباشرة به، إضافة إلى مراجعات الكتب الجديدة عربيًا وعالميًا.
ترسل المقترحات إلى إيميل رئيس التحرير: youssef.salamah@basel
أضف تعليق