التواصل اللاعنفي – لغة وعي ومودة ورحمة

التواصل اللاعنفي هو سيرورة تواصل وضعها الاختصاصي النفسي الأميركي مارشال ب.رونيز.
يقوم التواصل اللاعنفي على فكرة أن لدى جميع البشر القدرة على التعاطف، وأنهم لا يلجؤون للعنف أو إلى سلوك يؤذي الآخرين إلا عندما لا تتراءى لهم استراتيجيات أكثر فعالية وأقل تكلفة لتلبية احتياجاتهم.
تفترض نظريه التواصل اللاعنفي أن السلوك البشري ينبع من محاولات لتلبيه الحاجات البشرية الاساسية، وأن هذه الحاجات لا تتصادم أبداً من حيث الطبيعة..إنما ينشأ الصراع عندما تتصادم استراتيجيات تلبية هذه الحاجات.
ويقول التواصل اللاعنفي أنه إذا تمكن الناس من تحديد حاجاتهم وحاجات الاخرين، والمشاعر التي تحيط بهذه الحاجات فإن السلام والوئام ليسا ببعيدي المنال.
تؤمن همزة وصل باللاعنف وتعتبره حاجة اساسية وضرورة للمجتمعات والحياة الانسانية، وذلك للوصول الى سلام مستدام قائم على احترام الاخر وحقه في الاختلاف.
ترجو همزة وصل أن يكون هذا الدليل أداة توجيهية ومساعدة في نشر وتعزيز ثقافه اللاعنف في المجتمعات، وتحسين آليات وأدوات التعامل مع الاطفال في مختلف المساحات والبيئات المحيطة بهم.. وأحد الموارد التي تسهل على الأهالي والمعلمين والمعلمات، والعاملين والعاملات مع الاطفال تعزيز ثقافة اللاعنف كقيمة و فلسفة حياة عند الاطفال وضمن البيئة المحيطة بهم.. خاصة من المنزل والمدرسة والمساحات الصديقة للطفل.
وذلك من خلال احترام عالمهم وعدم اقتحامه والسعي للسيطرة عليه، وصبغه بلون ثقافاتنا وايديولوجياتنا.
فتعزيز هذه العملية التربوية هو السبيل الفعلي لتأسيس مجتمع ديمقراطي خال من العنف، يُحترم فيه الآخر ويُعتبر الاختلاف طبيعياً و أمراُ مسلماً به.. بل غيابه هو مؤشر خطر يهدد سلامة المجتمعات وصحة تكوينها.