“بدي اشتكي على أهلي… لإنن خلفوني”
هكذا استهل زين بطل فيلم كفر ناحوم العمل، هذا العمل الذي يجعلك تتسمر أمامه لساعتين من الزمن خوفاً من أن تغيب عن ناظريك لحظة إبداع في أحد المشاهد..
ضمن أنشطة نادي مسارات سلام السينمائي وبالتعاون مع منظمة جذورسوريا تم عرض فيلم كفر_ناحوم وذلك يوم السبت 24/9/2022..
استعرضت لبكي في الفيلم زاوية أو جانباً مظلماً من الحياة اليومية لفئة كبيرة من الناس.. الناس مكتومي القيد.. فاقدي الهوية والجنسية.. المشردين.. المتسولين.. الأطفال الضحايا الذين حولتهم هذه الظروف لمجرمين ومدمنين ومتشردين.. القاصرات اللاتي يتم تزويجهن وسرقة طفولتهن فقط للخلاص من مسؤوليتهن، وقد يتعرضن للموت نتيجة هذه الزيجات أو الحمل الناجم عنها.. عاملات البيوت اللواتي تنتهك خصوصيتهن ومشاعرهن وحياتهن فقط لأنهن بحاجة لهذا العمل أو ذاك ويتم رميهن في الشوارع إذا ما غضب أرباب العمل منهن..
الفتى زين طفل في الثانية عشرة من عمره، أحد الأبناء الستة لعائلته، يجسد أجمل وأقوى وأنقى المشاعر المتناقضة.. طفل لا يعيش طفولته التي هي حقه وواجب المجتمع والمحيط توفيرها له، وحرم من الدراسة لتكون أكبر حسراته اليومية مشاهدة الأطفال عائدين في حافلة المدرسة كل ظهيرة بينما هو يعاني في العمل الذي لا يناسب عمره وجسده الهزيلين. هو أخ وصديق وابن، ونشاهده يتحول في لحظات كثيرة إلى أب وأم يتحمل مسؤولية طفل في الثانية من عمره.
استطاع أن يبدع ضمن الظروف التي كان يعيشها والإمكانيات المتاحة له،و وما كسبه من معارف وحيل خلال حياته في حيه الفقير المتواضع. مما جعله يتاجر بالمخدر ليكسب نقوداً يتقوت بها هو والطفل الذي ألقت به الحياة بين يديه، ويتعرض لشتى أنواع الانتهاكات والشتائم والممارسات غير الملائمة لطفل في مثل سنه، لينتهي به المطاف مجرماً طعن زوج أخته التي ماتت جراء النزيف الذي عانته بسبب حملها وهي فتاة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها. ليكمل مشوار قدرته على التفكير والإبداع بأن اتصل بأحد القنوات التلفزيونية التي شاهدها وهو بين جدران سجن الأحداث، لينقل لها قضيته وتصبح قضية رأي عام تتناقلها الصحافة ويهتم بها المجتمع.
يضعنا هذا العرض أمام الكثير من التفاصيل التي لا يمكن إغفالها والمرور عليها دون الوقوف عند كل منها، كالجهل بأبسط تفاصيل الحياة والحقوق والواجبات، والعيش في ظل ظروف غير ملائمة للحياة، ووجود الأطفال جميعاً في غرفة واحدة على الرغم من تفاوت أعمارهم واختلاف جنسهم، الإنجاب دون تفكير بمصير الأطفال القادمين، الرغبة بالهجرة والهروب من واقع مرير، استغلال الأطفال في العمل… وغيرها الكثير، كلها مواضيع تستحق النقاش وكانت محاور في الجلسة النقاشية التي تلت الفيلم وتبادل/ت فيها الحاضرون/ات وجهات النظر والآراء والأفكار..
لقراءة المزيد:
أضف تعليق