عزيزي أو عزيزتي القارئ/ة إن كنت قد عملت لصالح إحدى المؤسّسات الداخلية هُنا في سوريا في السنوات الماضية، ولم تكن تملك سوى جنسيتك المحلية المُعطرة برائحة الياسمين الصناعي، فإنه من شبه المؤكد أنّك قَد مَررت بتجربة الخضوع تحت إدارة “الحجي”.
الحجّي أو كما يُطلق عليه أيضاً؛ “بتّاع كلّو، أيّ الذي يدّعي بأنه يفهم بكل شيء” والذي لا يمكنك أن تتخطاه دون أن تأخذ الرضى الكامل عن مهامك، حتى تلك المهام ذات التوصيف التخصصي والتي لا تمت بأي صلة لتخصص “الحجي” أو دراسته الأكاديمية. وقد لا يقتصر الأمر على الرضا فقط بل بكثير من الأوقات تجده قد أضاف لمساته الخاصة على مهامك المنفذة حتى لو لم تكن هذه اللمسات بموضعها المناسب، ولكنّها بنظره، تُضفي على مهمتك اللمسة النهائية لتصبح مثالية….
مُصطلح “حجّي” شائع في مجالات متنوعة في سورية، مع العلم أنّ سَوق المصطلح يأتي هنا على سبيل المجاز ولا علاقة له بفهوم “الحجّاج أو الحج” بمعناه الحرفي، بل هو لقب متعدّد الاستعمالات يُستخدم على نطاق واسع للإشارة إلى ما يملكه صاحبه من حيثيّة اجتماعيّة أو اقتصاديّة أو إدارية أو حتى فنية أحياناً، ولكن مع غياب إحترافية العمل..
ومن الصفات التي قد تسبب تشويش عند القارئ وقد تشعره بأنَّ هذا الكلام ظلم ل “الحجّي”، هي صفته بالكَرَم! ولكن هذه الصفة لديه.. ذات أبعاد محددة ونسبية، تقتصر على من يقومون بتأدية الطاعة له… فتسمع الكثير من العبارات ضمن الدائرة المقربة له، مثل (صَح بيتدخل بكلشي وبينزع الشغل أحياناً…بس للأمانة كريم)
لكنّها جملة بشعور لحظي سريعة الذوبان…
وإذا ما أردنا أن نوجد علاقة رياضية توضح خطورة تواجد هذه الظاهرة في المؤسسات فيمكن تلخيصها بالمعادلة التالية:
كلّما ظهرَ “الحجّي” تتلاشى”المؤسسة” والعكس صحيح….
فإن كانت هذه الظاهرة ذات أثر سلبي إلى هذا الحد على مؤسسة قد تحوي بالحد الأعظم عشرة آلاف موظف فكيف ستكون الكوارث على مؤسسة مكونة من ٣٠ مليون موظف ضمن حدود ادارية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء وانترنت!! … هُنا
هُنا فقط نترك للقرّاء تخيّل كارثية النتائج التي كانت ومازالت تحصل بسبب انتشار فِكر “الحجي”على نطاق أوسع…..
دونته: حنين خليل
طاولة
لقراءة كاملاً:
أضف تعليق