منذ عام 2019، تدعم منظمة النساء الآن من أجل التنمية وبالشراكة مع مؤسسة أهل للتنظيم المجتمعي، حملة “لا تكبرونا بعدنا صغار” في سهل البقاع الأوسط، لبنان. وهي حملة قاعدية بقيادة كاملة من صاحبات وأصحاب القضية من المتأثرات والمتأثرين بظاهرة تزويج الأطفال. تُقاد الحملة بغالبية نسائية، وكذلك فتيات ورجال وشبان من المجتمعات السورية واللبنانية والفلسطينية القاطنة في سهل البقاع.
تعتمد الحملة في عملها على منهجيتي التنظيم المجتمعي والقيادة التشاركية، واللتين تتقاطعان مع منهجيتنا في النسوية التحويلية، والتي تدفع جميعها نحو التغيير المجتمعي القاعدي.
في المرحلة الأولى نجحت الحملة في تأكيد التزام حوالي 2000 عائلة بعدم تزويج طفلاتها وأطفالها تحت سن الـ 18، 1100 عائلة منها علّقت شعار الحملة على مساكنها كإعلان مجتمعي جماعي عن التزامها بقضية الحملة. كما حصلت الحملة على دعم خمس بلديات في البقاع الأوسط، وصوّرت فيلماً مع ثماني شخصيات دينية وقانونية ظهروا فيه بخطاب ديني مغاير للخطاب الديني السائد والداعم لتزويج الأطفال.
في المرحلة الثانية استمعت الحملة لآراء أكثر من 500 عائلة وشخصاً مفتاحياً من المجتمع المحلي حول القضية وحول تدخّل الحملة ومفاتيح التغيير المجتمعي، وبنت على نتائج هذا الاستماع خطتها الاستراتيجية للمرحلة الثالثة والتي حشدت فيها حوالي 90 رجلاً مناصراً لقضية الحملة، استطاعوا هؤلاء الرجال إيقاف 60 خطوبة لأطفال، وأجلوا 50 خطوبة لأطفال حتى يصبحوا في عمر الـ 18، وأخذوا التزام من 110 عائلة بعدم تهيئة وعرض طفلاتهم للخطوبة المبكرة.
بعد رحلة الحملة الملهمة خلال مراحلها الثلاث، أنتج بالشراكة مع مؤسسة أهل دراسة حالة عن مشوار الحملة وتطلعاتها للمستقبل.
إنّ هذه الدراسة دليلاً عملياً على النهج الذي آمنت فيه النساء الآن بدعم قيادة النساء لقضاياهنّ. على أمل أن تكون تجربة الحملة دافعاً ملهماً نحو تفعيل المؤسسات المحلية والدولية، خصوصاً النسوية منها، لدور صاحبات القضية في قيادة حملات التغيير تجاه قضاياهنّ.
بإمكانكن/كم قراءة الدراسة من خلال هذا الرابط:
أضف تعليق