كتبت سمر حسن
عملية اغتيال وحشية وقعت عام 1960، لثلاث شقيقات، قررن إلا يصمتوا عن الظلم، ويقفن في وجه الديكتاتور، ليغادروا الحياة تاركين رحيق الحرية للآخرين، ثلاث شقيقات هن “باتريسيا” و “ماريا” و”أنطونيا”، كان والدهن رجل أعمال ناجح، وكن يعيشن حياة الطبقة الميسرة المستقرة مع شقيقتهن الرابعة.
كانت السيطرة المطلقة على البلاد من قبل ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو (1930 – 1961)، من خلال تحالفه السري مع الكنيسة والأرستقراطيين والصحافة، مع إدارته لسلطة عسكرية بوليسية، هي الشرارة التي حركت الأخوات “ميرابال” لتخلص “الدومينيكان”.
وجاء القدر ليلعب دوره، ففي إحدى المناسبات العامة التي تواجدت بها (مينيريفا) إحدى الشقيقات وأكثرهم جمالاً، تواجد الديكتاتور “تروخيلو”، فطلب الرقص معها ، وخلال الرقص حاول مضايقتها والتحرش بها ، ولكنها صفعته، وغادرت المناسبة مع عائلتها.
كان النضال دفين داخل الفتاة وأرادات أن تنميه بالجانب المعرفي والقانوني، فرغبت في الالتحاق بكلية الحقوق،لكي تستكمل مسيرتها، ولكي تطبق النضال وتعليمها قامت بتشكيل حركة ضمت مجموعة من المعارضين لنظام “تروخيلو”، وعرفت بأسم “حركة الرابع عشر” من يونيو، إلا أن “تروخيلو” سرعان ما عرف بالحركة وأمر باعتقالهن وذويهن وتم السجن والتنكيل بهم .
وتم الإفراج عنهم، ولكن هذه لم تكن نهاية الفراشات الثلاث، وتم اغتيالهم على أيدي مجهولين بطريقة وحشية بتاريخ 25 نوفمير، وكشف لاحقاً بأن تروخيلو كان وراء الاغتيال، وكان حادث الاغتيال بمثابة الضربة القاضية لنظام “تروخيلو”. وفيما يتعلق بشقيقتهم الرابعة “ديدي” اختارت طريقا مغايرا ، وبقيت بمنأى عن السياسة، فقد كانت مولعة بالحياة العائلية، وقدمت خدمات جليلة لشقيقتها الثلاث من أجل تفرغهن للنضال السياسي، وكان لها دور فعال في نقل قصة “الفراشات الثلاث” إلى العالم بأجمعه.
وتخليدا لهم، خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال سنوياً بتاريخ الخامس والعشرين من نوفمبر، ومنذ العام 1999 باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتوصي المنظمة الدولية جميع المنظمات الرسمية والغير حكومية ووسائل الاعلام حول العالم بالترويج لثقافة القضاء على العنف تجاه المرأة.
كما كرمت ذكرى الفراشات، وقامت اختهن المتبقية على قيد الحياة، بتحويل المنزل الذي ولدن به إلى متحف للراحلات يضم مقتنياته، ويجمع العديد من الكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكرى الأخوات “ميرابال”.
وأشهر ما كتب حولهن رواية (في زمن الفراشات) للكاتبة الامريكية “جوليا ألفاريز”، ولاحقاً حولت الرواية إلى فيلم حمل نفس الاسم (في زمن الفراشات- in the time of the butterflies) عام 2001، وقامت النجمة “سلمى حايك”، فيه بشخصية مينيرفا ،وشارك في الفيلم المغني الشهير “مارك أنتوني” في دور مساعد. كما صدر عدة كتب آخرى حول الشقيقات الثلاثة رواية للروائي الدومنيكاني “جونتو دياز”، بالإضافة إلى تخليد سيرتهم في مجموعة من الأفلام الوثائقة وقصص الأطفال.
تم أخذ هذا المقال من موقع احكي.
يمكنكم الاطلاع على المقال الأصل بزيارة الرابط.
أضف تعليق