بيان صحفي مشترك بين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة الإنمائي.
(نيويورك / جنيف، 29 مارس 2021) – عشية مؤتمر بروكسل الخامس لسوريا، حثّ رؤساء الوكالات الإنسانية وتلك المعنية باللاجئين والتنمية في الأمم المتحدة الجهات الدولية المانحة على التحرك والوقوف بجانب ملايين الأشخاص في سوريا والمنطقة – ممن يعتمدون على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة ودعم سبل كسب الرزق – بعد عقدين من الزمن.
مع التأثير الإضافي لوباء فيروس كورونا، لم يعرف المدنيون في سوريا معنى الراحة وهم يواجهون الجوع والفقر المتزايدين، والنزوح المتواصل والهجمات المستمرة. وفي إطار هذه الأزمة التي ما زالت أكبر أزمة للاجئين في العالم، تستضيف دول الجوار أربعةً من كل خمسة لاجئين سوريين على مستوى العالم، بينما تحاول معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتنامية لمواطنيها.
يوجد اليوم 24 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية أو غيرها من أشكال المساعدة في سوريا والمنطقة، أي ما يزيد بأربعة ملايين شخص عن عام 2020، وأكثر من أي وقتٍ مضى منذ بدء الصراع.
سوف يساهم التمويل المستدام من المانحين لاستجابة الأمم المتحدة في توفير الغذاء والمياه والصرف الصحي والخدمات الصحية والتعليم وتطعيم الأطفال والمأوى لملايين الأشخاص الذين يعيشون على حافة الهاوية في سوريا. كما أنه سيوفر مساعداتٍ نقدية وفرص عمل أو تدريب وخدمات أخرى مثل الوصول إلى التعليم الابتدائي والثانوي – بالتوازي مع الأنظمة الوطنية – إلى ملايين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.
في عام 2021، هناك حاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي لتقديم الدعم الكامل للسوريين والمجتمعات المحتاجة المضيفة للاجئين، بما في ذلك 4.2 مليار دولار على الأقل للاستجابة الإنسانية داخل سوريا و5.8 مليار دولار لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك: ”لقد مر عشر سنواتٍ من اليأس والكارثة بالنسبة للسوريين. والآن أدى تدهور الظروف المعيشية، والتدهور الاقتصادي، وفيروس كورونا إلى مزيدٍ من الجوع وسوء التغذية والمرض. لقد تراجع القتال، لكن ليس هناك مكاسب للسلام. يحتاج المزيد من الناس إلى المزيد من المساعدة أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب، ويجب أن يعود الأطفال إلى التعلم. الاستثمار في العطف والإنسانية أمر جيد دائماً، ولكن الحفاظ على مستويات المعيشة الأساسية للناس في سوريا هو أيضاً عنصر أساسي للسلام المستدام. هذا في مصلحة الجميع“.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: ”بعد عقدٍ خارج الوطن، تفاقمت معاناة اللاجئين بسبب التأثير الساحق للوباء، وفقدان سبل العيش والتعليم، وتفاقم الجوع واليأس. المكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس والتي حققناها بشكل جماعي على مر السنين معرضة بالفعل للخطر. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يدير ظهره للاجئين أو مضيفيهم. يجب أن يحصل اللاجئون ومضيفوهم على ما لا يقل عن التزامنا وتضامننا ودعمنا الذي لا يتغير. الفشل في القيام بذلك سيكون كارثياً على الناس والمنطقة“.
قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر: ”لقد مرّ 12 شهراً لا مثيل لها بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، بالنسبة للاجئين من سوريا والمجتمعات المضيفة لهم في المنطقة، فإن جائحة فيروس كورونا جاءت خلال أزمة استمرت عقداً من الزمن – مما أدى إلى وصولهم إلى نقطة الانهيار. في الوقت الحاضر، يرتفع الفقر وعدم المساواة بشكل كبير، حيث فقد مئات الآلاف من الناس وظائفهم وسبل عيشهم. وتكافح البلدان التي تستضيف اللاجئين لتوفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه. الآن، أكثر من أي وقت مضى، هناك حاجة إلى دعم المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية المنقذة للحياة – ومعالجة حالات الطوارئ التنموية الحادة التي تواجهها المنطقة الآن“.
في مؤتمر العام الماضي في بروكسل، تعهد المجتمع الدولي بتقديم 5.5 مليار دولار لتمويل الأنشطة الإنسانية والصمود والتنمية في عام 2020.
المصدر باللغة العربية: https://www.unhcr.org/ar/news/press/2021/3/60617e764.html
أضف تعليق