إنشاء سجل Sign In

دور الثقافة السياسية في تأجيج موجات الاحتجاج في الأنظمة السلطوية.. درعا والسويداء أنموذجًا

مركز حرمون للدراسات المعاصرة/Harmoon Center for Contemporary Studies

دور الثقافة السياسية في تأجيج موجات الاحتجاج في الأنظمة السلطوية.. درعا والسويداء أنموذجًا

الباحثة: رهف الدغلي

مساعدة الباحثة: بتول حديد

جهة النشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة/Harmoon Center for Contemporary Studies

تسلّط هذه الدراسة الضوء على دَور الثقافة السياسية للأفراد في إيقاف أو إشعال أيّ حركة أو نشاط اجتماعي، في فضاء الأنظمة السلطوية، وتتخذ الاحتجاجَ في محافظة السويداء نموذجًا، حيث قامت الدراسة بتسليط الضوء على المحركات الأساسية التي أشعلت الحراك المدني، منتصف آب/ أغسطس 2023، وذلك عبر تحليل الخطابات، وتحليل توجهات أبناء المنطقة الجنوبية عمومًا، ومحافظة السويداء خصوصًا.

تمتلك السويداء خصوصية تميّزها من غيرها، وذلك تبعًا للاستراتيجيات التوظيفية التي استخدمها النظام السوري بتصدير سرديته “كحام للأقليات”، ولا سيّما بعد بداية الاحتجاجات المناهضة له سنة 2011، وبعد عجز النظام السوري عن تنميطها بقوالب التخوين الدينية، كما فعل مع باقي المناطق ذات الانتماءات الدينية المختلفة، خاصة أن مرجعية السويداء الروحية اتخذت موقفًا معلنًا من الحراك. وقد عبّر حراك السويداء عن إعادة إنتاج لرمزية البنى التقليدية، وما يمكن تفسيره ضمن تحليل مركّب لظرفية “العصبوية الإيجابية”، في تحدي سلطوية النظام الأبوي  patrimonial regime القائم على استقطاب هذه البنى وتوظيفها، ولا سيما أن المحافظة تمكّنت من اتباع سياسية النأي بالنفس وعدم الانخراط في الصراع الدائر بين النظام والمناطق المعارضة، مع ميلٍ إلى معارضة النظام جسّدته بعض الاحتجاجات المتقطعة. وهو ما يفتح باب التساؤل: لماذا اشتعلت الاحتجاجات بهذه الصورة المستمرة، اليوم؟ وما هي المحرّكات الثقافية التي عززت استمرار الحراك وتضخّمه؟

بحثت الدراسة في عمق الثقافة السياسية لدى أهالي السويداء ودرعا، قبل بدء الحراك بأشهر، وذلك انطلاقًا من مفاهيم الوطنية ورمزياتها، وصولًا إلى الكشف عن دلالات الفخر والخيانة والإخلاص الوطني -وهي مفردات اعتمدها النظام السوري في خطابه السائد الموجّه إلى المناطق الخاضعة لسيطرته- بغية قياس مدى تأثر السوريين بخطاب النظام السوري السياسي بعد انطلاق الثورة، وتحديد الفروق التي ظهرت لدى المشاركين والمشاركات في دراستنا من السويداء ودرعا، وربطها بالحراك القائم، وذلك عبر مقارنة النتائج مع توجّهات العيّنة الأوسع التي غطّت باقي مناطق النظام السوري.

إضافة إلى ذلك، ركّزت الدراسة على قياس دعم مبادئ الحريات الديمقراطية الفردية، لدى السوريين/ات في مناطق سيطرة النظام، وذلك من خلال قياس قابلية المشاركة الواسعة المدينة والسياسية، وقياس شدة الاعتراض على قمع الحريات، إذ يساعد ذلك في فهم مدى إدراك الحقوق المدنية والسياسية للفرد، وفي معرفة توجّهات عينة درعا والسويداء، من خلال مقارنتها بإجابات السوريين في باقي المناطق، لتحديد إمكانات تكرار مشهد احتجاجات السويداء، في مناطق ومحافظات أخرى من مناطق سيطرة النظام السوري.

المصدر.

المقالة السابقة
حرية المرأة بين الخصوصية الثقافية والآفاق الإنسانية
المقالة التالية
“العنف الموازي” ضدّ الاحتجاجات الشعبية والثورات

Rawabet طلب التسجيل في منصة

X