منذ العام 2018، أطلقت مؤسسة اتجاهات سلسلة «لقاء مع فنان/ة»، التي تتضمن لقاءات وصوراً ولقطات وتقديماً لأعمال فنية يُنجزها فنانون-ات من سورية موزعون-ات على عدد من مدن العالم. أغلب هذه الأعمال الفنية، من فن تشكيلي ومسرح وأفلام روائية ووثائقية وآداب، حازت على منحة مختبر الفنون التي تقدمها المؤسسة. تُقدّم هذه الأعمال، التي تم إنجازها بين أعوام 2018-2022، لمحة عن الفن السوري المعاصر الراهن بجغرافيته الممتدة بين سوريا وبلاد الشتات السوري. وفي كل لقاء يقدم الفنانون-ات أعمالهم الفنية، ويتحدثون في علاقتهم-ن بالمدن التي يعملون وينتجون فيها. 33 لقاءاً قدمها البرنامج على صفحة المؤسسة على يوتيوب، تُقدم فيها للمتابع تنويعات في الموضوعات والأساليب والوسائط الفنية، والقضايا التي انشغل بها أو أبدع عنها الفن السوري في المرحلة المعاصرة من تاريخ البلد.
مجموعة المشاريع الفنية الثانية، التي انتهت بنهاية العام الماضي 2022 والتي نختار منها في هذا المقال، تتعلق بموضوعات الدمار والعمران، بالألبومات الموسيقية التي تروي رحلة الهجرة واللجوء، ومنها ما يستعيد التراث الموسيقي السوري المتنوع، فضلاً عن ألبومات موسيقية أخرى تَصنع من التجارب الفردية أرضية لمناقشة موضوعات اجتماعية متنوعة. وتَحضُر أيضاً الأفلام الروائية التي تعالج خصوصية العلاقات الأسرية والسياسية في سورية في الفترة الراهنة، والأفلام الوثائقية التي منها ما يوثق تجربة العلاقة مع مدن اللجوء الجديد، ومنها ما يستعرض حياة فنانين-ات تركوا بصماتهم-ن في الإنتاج الفني السوري. كما تتضمن المشاريع كتابات أدبية ومسرحية، ومشروع ترجمة نصوص من المسرح السوري المعاصر إلى اللغات الأوروبية.
مفاهيم الدمار والعمران والترميم في الفنون التشكيلية
ينشغل مشروع سكر للأبد للفنان فادي الحموي بأسلوب العمارة في مدينة دمشق، وتحديداً آليات صناعة الإسمنت في سوريا. المشروع الفني يتألف من معرض وعرض أدائي يقدم فيه الفنان، مُوظِّفاً مادة السكر، كيفيات صناعة البلوك الإسمنتي في سوريا من قبل البناءين، وباستبدال المادة الأساسية وهي الإسمنت بالمادة العضوية التي اختارها الفنان وهي السكر. يعالج العمل الفني خصائص الاستمرارية والزوال في العمارة السورية. إن موضوعات البناء والدمار، العمران والخراب، احتلت حيزاً واسعاً في إنتاجات الفنون السورية في المرحلة المعاصرة، ومنها المشروع الفني تخلّي لمحمد خياطة، والذي قَدَّم فيه الفنان أيضاً تحويلاً لمواد البناء الإسمنتية المستعملة في عمارة مدينتي دمشق وبيروت إلى مواد فنية ذات طبيعة مغايرة مثل الورق والرزين.
في حواره لصالح «لقاء مع فنان»، يعتبر فادي حموي أن موضوعاته الفنية تتابع حضورها في علاقته مع برلين التي يقيم فيها حالياً، فالعين الفنية للفنان تتابع تحليلها لموضوعة العمارة والأسلوبية، والمواد المستعملة في البناء وصولاً إلى طابع وخصوصية المدينة النهائية.
أما المشروع الفني ترميم للفنانة رندا مدّاح فينطلق من القصص التي كان يحكيها والدها عن السنوات الأولى لدخول الجيش الإسرائيلي إلى الجولان، عن الدمار الذي أحله الاحتلال سنة 1967. يعيد المشروع الفني التذكير بتلك المرحلة التي تناقصت فيها أعداد القرى المسكونة بالسوريين في الجولان من 135 قرية إلى 5 قرى فقط، تقول الفنانة: «أصبح الدمار جزءاً من وعي الجولانيين التاريخي». تستعمل الفنانة في عملها التركيبي مواد مختلفة، منها الإسمنت أيضاً. ويتألف العمل من النحت والصور الفوتوغرافية والتجهيز، وبذلك ينفتح المشروع الفني في إمكانيات تعبيره على موضوعات: الدمار، الذاكرة، الصدمة، وممارسات الاحتلال. ترتبط الفنانة بمدينة إقامتها الحالية باريس برابط عاطفي كما تعبر عن ذلك، وتراها كامتداد لذاكرتها المتشكلة في دمشق، وتؤكد على أن باريس مدينة مركزية في الإنتاج الفني العالمي الحالي، تُوفّر فرص اللقاءات والتعارف الهامة لثقافة الفنان/ة وممارساته.
ألبومات موسيقية عن سماء الوطن ورحلة الهجرة
يستلهم الموسيقي وعازف التشيللو باسيليوس عوّاد عنوان ألبومه الموسيقي القطن الأسود من لون الغيوم في سورية على حد تعبيره. يجمع هذا الألبوم الموسيقي بين الموسيقى الكلاسيكية ومقامات الموسيقى العربية، في محاولة للمزج بين النوعين مع الحفاظ على الخصوصية المميزة لكل منهما، بالإضافة إلى اعتماده على تقنيات الارتجال التي اكتسب مهاراتها من خلال خبرته في العزف والتأليف الموسيقي. مدينة برلين بالنسبة لعوّاد مركز أساسي لدراسة الموسيقى الكلاسيكية، وكذلك اكتساب أرث طويل من الخبرات الموسيقية في المعاهد والجامعات، لكن التنافس فيها أصعب وهي تحدٍ لأي موسيقي قادم من دولة عربية.
أما الألبوم الموسيقي To The West الذي يعمل عليه الموسيقي وعازف الترومبيت بلال خوّام، فهو يستلهم أصوات طريق رحلة اللجوء المختلفة التي عاشها الموسيقي بين سورية وألمانيا. لقد سجل الموسيقي مجموعة من الأصوات التي رافقت طريق رحلة الهجرة واللجوء ومَيَّزته سماعياً، ليدمجها مع مقطوعات يؤلفها فيجمع بين الأصوات التوثيقية والمقطوعات الموسيقية، وذلك بأسلوب موسيقي ساخر وخالٍ من الدراما. وعن مدينة إقامته الحالية برلين يخبرنا الموسيقي بأنها مزيج من الثقافات واللغات المتنوعة، وهي ملائمة لإنجاز ألبوم موسيقي عن اللجوء، عن رحلة عاشها الملايين من البشر يصفها خوّام: «إنها رحلة الخروج من كابوس قديم إلى مجهول جديد».
ألبومات موسيقية في إعادة إحياء تنوع التراث الموسيقي
في ألبومه الموسيقي أثير يرى الموسيقي وعازف البزق ميڤان يونس أن التأليف الموسيقي يماثل عملية الحصاد، حيث تكثف المقطوعات الموسيقية عمل المؤلف وتُكثف الأفكار الموسيقية داخل زمن المقطوعة. يتألف هذا الألبوم من تسع مقطوعات تتنوع بين المقطوعات الفردية لآلة البزق، وبين المقطوعات مع الآلات المرافقة ومنها البيانو والتشيلو والإيقاع. كما يتضمن الألبوم مقطوعة من تأليف عازف البزق السوري التاريخي محمد عبد الكريم، ومقطوعة من التراث الموسيقي الأذربيجاني اختارها المؤلف ليضُمها الألبوم. كما يوظف يونس العلاقة بين الموسيقى والعلوم، وخصوصاً منها الرياضيات، في تأليف مقطوعاته الموسيقية. يعبر الموسيقي عن مشروعه: «أثير هو ألبوم عن رحلة خارج المألوف، اكتشاف خارج منطقة الأمان». يرى الموسيقي أن برلين مدينة إقامته الحالية غنية بالأرث الموسيقي، مشاركاً مع فرق أوركسترا في أداءات مقطوعات من موسيقى الباروك والكلاسيك، مما يُغني مهاراته وأدواته الموسيقية.
يضم الألبوم الموسيقي تموز للمغنية ميس حرب أغاني من مختلف اللهجات السورية، ومنها لهجة الجنوب السويداء وحوران، لهجة الفرات الرقة ودير الزور، في محاولة لإحياء التراث الموسيقي السوري المتنوع لهذه المناطق وتقديمه من جديد. تعتبر الموسيقية في اللقاء الخاص معها أن الحفاظ على التراث الموسيقي وإعادة إحيائه مسؤولية كل موسيقي/ة، وتناشد الموسيقيين العمل على ذلك. أما عن مدينة إقامتها الحالية برلين. فتتحدث عن صعوبة البدايات الجديدة خصوصاً مع خصوصية شخصيتها المرتبطة بالعواطف والأرض والحنين، ومع ذلك تؤكد على وجود أفق جديد للإنتاج.
أفلام عن العائلات والاغتراب
«كنت أكذب على نفسي وأقول أن الأشياء التي أحبها لا يمكن أن تموت
كنت أظن نفسي أقوى من الموت،
ولكن ليس الموت بمعنى الموت،
وإنما الموت بمعنى الغياب»
هذا المونولج المسرحي الذي ينطلق به فيديو اللقاء مع الممثلة والمخرجة رهام قصّار يتضمن الموضوعات التي ينطلق منها فيلمها الروائي الطويل عن مفاهيم الاغتراب، فهو يروي حكاية ممثلة سورية في حالة من البحث عن مكان إقامة في برلين. تقول المخرجة: «إنه فيلم رحلة البحث عن الذات»، والفيلم يجمع بين الأحداث الحقيقية التي ترافق الكاميرا، وبين مجموعة من الخطوط الدرامية الأساسية التي حددتها المخرجة في سيناريو الفيلم. وهو يتطرق حسب توضيح المخرجة إلى الصور النمطية وإلى الاحتكاك مع الثقافة الجديدة، وتشمل موضوعاته ما تعيشه شريحة واسعة من الشباب اللاجئ في برلين من عرب وألمان وأجانب. نشاهد في الفيديو لقطات من الفيلم حين تجول المخرجة على بيوت في محاولة استئجار غرفة خاصة بها، ونشاهد لقطات أخرى تُوجِّه المخرجة فيها سؤالاً مباشراً للشخصيات المشاركة عن معنى كلمة «اغتراب» بالنسبة لكل منهم/ن. يرتبط الفيلم بشكل أساسي بمدينة برلين، عن الانتقال إلى لغة جديدة وثقافة جديدة والصعوبات التي تتم مواجهتها في هذه التجربة.
أما مشروع الكاتب والمخرج المسرحي غيّاث المحيثاوي فهو عبارة عن فيلم درامي قصير بعنوان عودة، يروي قصة مجند في الخدمة العسكرية يعود في إجازة إلى منزل والدته محاولاً أن يصارحها بالانتهاكات التي عايشها ورآها خلال خدمته العسكرية، لكن الأم المشبعة بالإيديولوجيا الحكومية الرسمية ترفض أية إمكانية للحوار أو الانتقاد. وفي حين يحاول الابن العسكري إخبار والدته برغبته بالفرار من الخدمة، ترى الأم في ابنها بطلاً وطنياً يقدم التضحية في سبيل الوطن، غارقة فيما يصفه المخرج بالمفاهيم الهائمة. رغبة المخرج من خلال الفيلم هي معالجة فقدان التواصل داخل الأسرة الواحدة، والصراعات في العلاقات الأسرية الأولية في سوريا، مجسداً الصراع بين أم تعيش في مفاهيم الشرف والبطولة وبين الابن الذي يستمد آراءه من التجربة الحية التي عاشها خلال الخدمة العسكرية. يعتقد المخرج المحيثاوي أن برلين مدينة غير فخورة بماضيها، مما يجعلها قادرة على تقبّل التنوع الثقافي ويُولِّدُ لديه شعوراً بالأمان.
أفلام عن الفن، المرأة، الجسد، والجنسانية
تركز الفنانة مادونا أديب في أعمالها من الكتابة وصناعة الأفلام على موضوعة المرأة، الجسد، وحقوق الأفراد في علاقاتهم/ن الذاتية مع أجسادهم/ن، وتعبر في اللقاء الخاص معها أن موضوعة المرأة والجسد لا تنفصل عن الحرية السياسية أو حقوق الإنسان. فيلمها الوثائقي بعنوان بين هنا وهناك يتابع حكاية أربع نساء خرجنَ من مدينة حماة إلى طرابلس، ينتمينَ إلى خلفيات ثقافية مختلفة، يلتقين في الدراسة الجامعية في لبنان ليعشنَ في بيت واحد، وتتحررنَ من حجابهنّ واحدة تلو الأخرى في مواجهة للثقافة البطريركية والتقاليد التمييزية بحق النساء.
تابعت المخرجة شخصيات فيلمها على مدى ثلاث سنين وهنّ يستعدنَ الولاية على أجسادهن. إن القضايا التي ترغب المخرجة مادونا أديب بالتعامل معها في أعمالها الفنية تتعلق بالمدينة التي تقيم فيها حالياً بيروت، تقول: «أريد أن أحكي عن هنا، عن النساء هنا. بيروت مدينة صعبة، لكنها تشكل نقطة وصل بين دمشق وبين مدينة موريال التي أمضيت جزءاً كبيراً من حياتي فيها».
أما مشروع مخرج الأفلام الوثائقية عارف الحاج يوسف فهو فيلم يروي مسيرة النحات السوري الأرجنتيني الفرنسي عاصم الباشا، مُركِّزاً على عمله النحتي المتعلق بتمثال الشاعر والمفكر أبو العلاء المعرّي الذي تَعرَّضَ تمثاله الأصلي في معرة النعمان إلى التدمير على يد الإسلاميين، كما أن المدينة معرة النعمان تعرضت للقصف والتدمير. يتابع المخرج في هذا الفيلم حياة النحات الذي يحاول إعادة تقديم تمثال تكريمي للشاعر المعرّي. يجمع الفيلم بين المواد الوثائقية التي تروي حياة النحات بين موسكو وبيروت وباريس والتي تم تحويلها رقمياً، وبين المواد المصورة مع النحات في مَرسمه. يقول المخرج الحاج يوسف: «النحات عاصم الباشا فنان ذو التزام سياسي كلَّفه الكثير، وقد تعرضت عائلته للضرر بسبب مواقفه السياسية». في مكان إقامته الفرنسية الحالية يتحدث المخرج الحاج يوسف عن المعارف التي فُتحت أمامه من خلال اكتسابه للغة الفرنسية، وقدرة الاطلاع على أشكال متعددة من الأفلام الوثائقية، ولكنه يشير إلى انحسار المساعدات المادية المخصصة للمجالات الثقافية في فرنسا في الآونة الأخيرة.
فنون المكان بين أعماق المتوسط والمدن الخاوية
يتعلق المشروع الفني بعنوان المتوسط، نهاية الأمل للفنانة نغم حذيفة بالحكايات التي شهدها البحر الأبيض المتوسط خلال السنوات الماضية، من حالات الغرق والموت في أعماقه مع موجات الهجرة التي حاولت أن تعبر البحر إلى أوروبا. من أقمشة ستائر وقطع قفازات زرقاء، تشكل الفنانة استعارات تُحاكي أعماق البحر المتوسط، حيث تتحول القطع فنياً إلى الأشنيات، قناديل البحر، والمرجان. يتألف المشروع الفني من معرض توليد أمواج وفيديو آرت لتشكيل العوالم التي يسعى المشروع الفني إلى تجسيدها. لقد بدأت الفنانة مشروعها أثناء إقامة فنية في مدينة نيس الفرنسية، أما عن مكان إقامتها الحالية باريس فهي تضيف بشأنه رأيها إلى آراء الفنانين/ات الذين يرون في باريس مدينة اللقاءات الثقافية والفنية وتطوير المهارات والمعارف في المجالات الإبداعية.
وكذلك يحضر المكان، هذه المرة المدن الخاوية، في مسرحية بعنوان داخل للمخرج نادر عبد الحي. النص من كتابة المؤلف المسرحي البلجيكي موريس ميترلنك. تتألف المسرحية من فصل واحد، وهي تدخل المتلقي في حالة من الرحلة منذ باب المسرح الخارجي وصولاً إلى مكان العرض، ذلك أن الفضاءات الفارغة والمساحات الممتدة هي واحدة من موضوعات العمل الذي استلهمه المسرحي عبد الحي من حالة الإغلاق التام التي عاشتها مدن العالم خلال فترة الحظر المفروض في ظل انتشار جائحة كوفيد-19. أسئلة عديدة تطرحها المسرحية وعلى عدة مستويات: كيف تتحول المدن حين تفرغ من سكانها؟ وفي الخط الدرامي الأساسي في المسرحية هناك مهمة نقل خبر وفاة فتاة إلى عائلتها، ليحلّ الموت موضوعة أساسية في العرض أيضاً. يقول المخرج: «إنه سؤال التعامل مع الموت في ظل الجائحة، قبول ورفض الموت، فوضى الموت من حولنا، الموت العنيف المفروض علينا كنهاية تراجيدية في ظل الحروب والثورات». لقد ولد الفنان المسرحي عبد الحي في مدينة إقامته الحالية بيروت، التي يصفها بالمدينة المجنونة التي لا تشبه مدينة أخرى، وهو يعالج في أعماله الفنية سؤال الانتماء بين الهنا والهناك على حد تعبيره.
وأخيراً، يقوم مشروع الكاتب المسرحي فارس الذهبي على ترجمة مجموعة من نصوص المسرح من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية، وذلك بهدف تقديمها على المسارح الفرنسية. إن خصوصية عملية الإرسال والتلقي في العروض المسرحية تتطلب من المؤلف المسرحي السوري المقيم في أوروبا التفكير بالترجمة، ونقل النصوص العربية إلى العرض وبالتالي المتلقي الأوروبي. يعمل الكاتب الذهبي في هذا المشروع على ترجمة أربعة نصوص مسرحية، ويعتبر مشروعه جسراً للتواصل بين موضوعات وقضايا المسرح السوري المعاصر وبين المتلقي الأوروبي. أما عن مدينة إقامته الحالية وهي تروا في فرنسا، فهو يصفها بالمكان البعيد عن التنافسية في باريس، بما يسمح بإقامة لقاءات ومنتديات وحوارات بشكل مستمر، وهو ما يشكل عنده نوعاً من الانتماء للمكان.
لقراءة المزيد :
أضف تعليق