قد يبدو للوهلة الأولى أن جميع أطراف الصراع في بيئات الحرب الأهلية , هي صاحبة مصلحة في تحقيق السلام والاستقرار وإنهاء الصراع.
إلا أن سجل التجارب يبين أن الوصول إلى إجماع بين هذه الأطراف على إنهاء الصراع الأهلي هو أمر يصعب الوصول إليه. فبين عامي 1945 و1999، شهدت ثلاث وستون دولة ما يفوق مئة حرب أهلية. أربع وثلاثون منها شهدت موجات متتابعة من العنف , مع انتكاس اتفاقيات السلام و عودة المتحاربين إلى ساحة المعركة.
إن العودة إلى العنف يشير إلى وجود جهات ترتبط مصالحها بإستمرار الصراع، وتحيد عن مسار الاستقرار ما إن تسنح لها الفرصة. عادةً ما توصف الفئات المعطلة لمسار السلام بـ «المخربون Spoilers»إن العقبة الأولى أمام جهود بناء السلام هي وجود جماعات تعارض أو تقاطع مفاوضات إنهاء الصراع.
إذ إنه في خضم الحرب الأهلية من الصعب إيجاد صيغة تسوية موحدة مرضية لجميع الأطراف المتحاربة. بالتالي فإن الأطراف المستبعدة من المفاوضات، أو ممن يعارضون بنود التسوية المتفق عليها، يتحولون بشكل تلقائي لمخربين لعملية السلام من خلال تقويض الأمن والاستقرار ومتابعة العنف.
نجد في الفلبين نموذجاً عن هذا السيناريو؛ فبعد ثلاث سنوات من المفاوضات تم الوصول إلى اتفاق بين الحكومة الفلبينية والجبهة الوطنية لتحرير مورو MNLF –وهي تيار سياسي إسلامي انفصالي مقره جنوب الفلبين تأسس في عام 1972.
سعت الجبهة للحصول على حكم ذاتي لمسلمي الفلبين، الذين يطلق عليهم محلياً اسم مورو، وقادت العمليات العسكرية على مدى عقود حتى عام 1996 تاريخ توقيع اتفاقية السلام بينها وبين الحكومة المركزية، والتي مُنحت الجبهة بموجبها الحكم الذاتي على جزيرة مينداناو.
إثر الإعلان عن تلك التسوية أعلنت أطراف النزاع الأخرى: جبهة مورو الإسلامية للتحرير وتيار أبو سياف، معارضتهما لشروط التسوية، واتهمتا الجبهة الوطنية لتحرير مورو بخيانة قضية تأمين استقلال مينداناو وتعهدتا بمواصلة كفاحهما المسلح.
تم الاستناد في إعداد هذه المادة على المرجع التالي Transforming for Stabilization And Reconstruction Operations. Chapter 1: Introduction*
في الصورة المرفقة يظهر كل من ممثل الجبهة الوطنية لتحرير مورو MNLF في يمين الصورة مصافحاً لممثل الحكومة الفيليبينية في يسار الصورة قبيل التوقيع الرسمي لاتفاق السلام بين الطرفين في تشرين الثاني من عام 1995, بحضور الوسيط الاندونيسي ( وزير الخارجية ) في المنتصف.
المصدر: https://www.facebook.com/knowledge4peace/photos/a.120004103111051/333935621717897/
أضف تعليق