إنشاء سجل Sign In

الأسلحة الحارقة بين واقع الحظر والأستخدام في النزاعات المسلحة

Maat for Peace Development and Human Rights

الأسلحة الحارقة بين واقع الحظر والأستخدام في النزاعات المسلحة

إعداد: عبير نعمة

الجهة: Maat for Peace Development and Human Rights

تمهيد

للأسلحة الحارقة تداعيات خطيرة على الصحة العامة والبنية التحتية والمدنيين والعسكريين على حد سواء، وغالبًا ما يمتد تأثير هذه الأسلحة على مساحات واسعة من الأراضي التي تستهدفهًا. ويعرف البروتوكول الثالث الملحق باتفاقية الأسلحة التقليدية، السلاح الحارق بإنه “أي سلاح أو أية ذخيرة، مصمم أو مصممة في المقام الأول لإشعال النار في الأشياء أو لتسبيب حروق للأشخاص بفعل اللهب أو الحرارة أو مزيج من اللهب والحرارة المتولدين عن تفاعل كيماوي لمادة تطلق على الهدف. وتعد الأسلحة الحارقة من بين أكثر الأسلحة غير الإنسانية في الحروب والنزاعات المسلحة. فيمكن أن تؤدي إلى مزيد من الحروق والإضرار التي تلحق بالجهاز التنفسي، والندوب المختلفة في أجزاء متفرقة من أجساد المدنيين، كما تتفاقم هذه الإضرار بسبب عدم وجود عناية طبية متخصصة له في مناطق النزاع المسلح. ويمكن أن يسبب استخدام الأسلحة الحارقة أيضا صدمة نفسية عميقة وحرق المنازل والبنية التحتية والمحاصيل، وتؤدي إلى ضرر اجتماعي واقتصادي طويل الأمد وتخلق معاناة متواصلة.

نسجًا على ما تقدم، يمكن القول إن استخدام الأسلحة الحارقة بما في ذلك الفسفور الأبيض في أفغانستان وقطاع غزة، وسوريا وأماكن أخرى قد أدي إلى إثارة مخاوف جدية لدى عشرات الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة التقليدية من التداعيات الإنسانية الشديدة بشأن استخدام الأسلحة المحرقة والأسلحة التي لها آثار حارقة عرضية، ومن ثم بدأت مطالبات العديد من هذه الدول إلى تعزيز البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية وهو الصك الدولي الوحيد المخصص لتنظيم الأسلحة المحرقة. حيث إن الوقت مناسب لاتفاقية الأسلحة التقليدية لكي تناقش بشكل هادف تنفيذ البروتوكول الثالث وكذلك النظر في التدابير اللازمة لتعزيز عالميته. وتقع على عاتق الأطراف المتعاقدة السامية في اتفاقية الأسلحة التقليدية مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة. ونظرا لآثارها القاسية فمن الضروري إنسانيا تعزيز القانون الدولي المتعلق بهذه الأسلحة لا سيما من خلال اعتماد تعريف قائم على الآثار للأسلحة المحرقة في البروتوكول الثالث الذي يغطي الذخائر متعددة الأغراض.

وفي ضوء الاستخدام المتكرر لهذه الاسلحة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في حروبها الاخيرة في لبنان وقطاع غزة وخاصة الفسفور الأبيض، تهتم مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان بتقديم هذه الورقة على هامش حملتها #لنبقي_الاسلحة_آمنة لتوضيح ما هية الاسلحة الحارقة ومدي قانونية استخدامها في النزاعات المسلحة فضلا عن الأثر الانساني المترتب على استخدام هذه الأسلحة.

المصدر.

المقالة السابقة
ما وراء التمييز: الفصل العنصري مشروع استعماري
المقالة التالية
إعلان تعاقد مع مدرب/ة لورشة عمل بعنوان الهوية الوطنية السورية

Rawabet طلب التسجيل في منصة

X