إنشاء سجل Sign In

الدروس الخصوصية في سوريا منفعة علمية وغاية تجارية

“عم حلل تعبي ورزقي، جهد أكبر بس مصاري أكتر” يقول خالد عساف مدرس اللغة العربية عندما سأله “صالون سوريا” عن توجهه لإعطاء الدروس الخصوصية لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، مضيفاً بأن راتب الدولة الذي يتلقاه نظير عمله الحكومي في إحدى مدارس منطقة دويلعة في دمشق “غير عادل ولا يوازن بين تعب المدرس ووقوفه لست ساعات متواصلة على مدار خمسة أيام لإعطاء الدروس للطلاب” بحسب قوله. ويعمل المدرسون/ات في المدارس المتهالكة التي باتت فضلاً عن سوء بنيتها العمرانية، تكتظ بالطلاب، نتيجة حالة نزوح السكان من منطقة لأخرى خلال الحرب التي شهدتها البلاد.

يضحك المدرس عادل جبر حين يشبه نفسه “بالنحلة” التي تنتقل من بيت إلى آخر طيلة اليوم وبدون استراحة، لإعطاء دروس خصوصية بمادة الرياضيات والفيزياء والكيمياء، ” كله فدى العلم والتعليم!”، يقول ممازحاً.

حصل خالد على إجازة جامعية بالرياضيات لكن بحسب شرحه لـ “صالون سوريا” فإن مادتي الفيزياء والكيمياء تتداخلان مع الرياضيات، ويضيف “أهل الطلاب يفضلون الأستاذ الذي يستطيع أن يدّرس أكثر من مادة، ومن جهة أخرى أقل جهداً على المدرس واختصاراً للوقت بالنسبة للتنقل من بيت إلى آخر، غالباً سيراً على الأقدام”.

وعن ارتفاع أجور الدروس الخصوصية يقول خالد “نعم، ومع ذلك لا يمكنه أن يواكب جنون الأسعار في الخارج، حتى أن كل شخص في سوريا أصبح يتمنى عدم الخروج من بيته كي لا يواجه الواقع القاسي الذي يحيط به أينما تلفت.. واقع يفرض معاناة إنسانية ومعيشية ضاغطة ويسعى كل يوم لتدمير شخصية وكرامة من بقي في هذه البلاد وعاش حرباً لعقد من الزمن!”.

الهجرة محرك تعلم اللغة

شذى محمد طالبة ماجستير لغة انكليزية في جامعة دمشق تقول لـ “صالون سوريا” إن اللغة الأجنبية باتت الأكثر رواجاً بين الدروس الخصوصية، نظراً لأن الكثير يفكرون في السفر والهجرة إلى الخارج مما يتطلب في المقام الأول تعلمهم للغة الإنكليزية، هذا إن توفر المال لهم، توضح شذى “الوضع في البلاد بات لا يطاق، لا ظروف معيشية لائقة للبشر ولم يعد هناك أدنى احترام للدرجات العلمية، أنا أيضا أخطط للهجرة إلى الخارج وهذا ما دفعني لإعطاء دروس خصوصية كي أجمع المال استعداداً لذلك”.

تجارة رابحة

وأضحت الدروس الخصوصية في سوريا تجارة وسوق لها أسعارها بحسب جودة إعطاء الدرس، وضمان الأهل لحصول أبنائهم على معدلات عالية. كمال عفيف والد رامي الطالب في المرحلة الثانوية بالفرع العلمي شرح لـ”صالون سوريا” الفارق بين مستوى مدرس وآخر “هناك أسماء صار لها وزنها في سوق الدروس الخصوصية نظرا لخبرتهم، و دفعهم الطالب للتركيز على الأسئلة المهمة، لكن المشكلة أن هؤلاء الأستاذة غير متوفرين في غالب الأوقات نظراً لكثرة مشاغلهم العملية، ولذا لم يتسنى لنا فرصة حجز موعد عند بعض الأسماء من الأساتذة المشهورين” يستدرك كمال “بكل الأحوال حتى لو استطعنا أخذ موعد فسعر الدرس الخصوصي عند مشاهير المعلمين غير معقولة!”.

وعن الأسعار يوضح كمال: “ساعة الدرس الخصوصيّ تبدأ بعشرة آلاف ليرة للدرس في الأيام العادية، ويمكن لها أن تصل إلى 50 ألف ليرة وربما إلى مئة ألف لجلسة واحدة جماعية لعدة طلاب، قبل ليلة الامتحان”.

فالدروس الخصوصية تحولت مثل أي تجارة في السوق السوداء لها ميزان تجاري بحسب المادة وشهرة الأستاذ ومنطقة السكن وأيضاً المستوى المعيشي لأهل الطالب، هذا طبعاً بالنسبة لشريحة الطلاب الذين حالفهم الحظ واستمروا في تلقي تعليمهم.

“الدروس الخصوصية موضة” يختصر وزير التربية دارم طباع في تصريحات سابقة بهذه العبارة عن رأيه فيها مؤكداً أن الضابطة العدلية في مديريات التربية تقوم بملاحقة كل من يقوم بإعطاء دروس خصوصية في منزله، مبيناً أنه: “يتم التغاضي عن بعض الحالات في حال اقتصر الإعطاء على طالب واحد، من منحى إنساني، ولكن في حال كان هناك عدد من الطلاب يتم اتخاذ إجراءات بحقه وفرض غرامة كبيرة بحقه”.

 ترف المدارس الخاصة

” تراجع مستوى ابني تيم التعليمي بسبب النزوح الكبير إلى منطقتنا وما سببه من ازدحام لأعداد الطلاب في المدراس وفي الصف الواحد” تقول هيفاء سبيع صاحبة مركز تجميل في منطقة المزة لـ “صالون سوريا” واصفة الحال السيء الذي وصلت إليه المدارس الحكومية، وتضيف “كان الحد الأعلى لعدد الطلاب في الصف الواحد لا يتعدى 35 طالب، اليوم وصلت المدارس الواقعة في المناطق المكتظة بالسكان أن تضع في الصف الواحد 50 طالب، وأحياناً أكثر، هل هذا معقول؟!”.

دفعت تلك الأسباب هيفاء لنقل ابنها من مدرسة حكومية إلى مدرسة خاصة، فهيفاء تريد أن تضمن مستقبل ابنها في مدرسة خاصة حيث المستوى العلمي أفضل لقاصدي هذه المدارس بحسب قولها.

أما من تبقى من الطلاب وهم السواد الأعظم في البلاد فبقيوا في المدارس الحكومية. و رغم مناشدات أهاليهم الكثيرة للحكومة لتحسين واقع المدراس العامة وافتتاح مدارس كبيرة، فإن استجابة الدولة كانت خجولة بتوزيع صابون لعدد من المدارس، وعقد ندوات للطلاب للتعريف بالصحة العامة.

لقراءة المقال كاملا :

https://www.salonsyria.com/%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b5%d9%88%d8%b5%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d9%86%d9%81%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88/

المقالة السابقة
9 ورشات عمل في الحسكة
المقالة التالية
“أسوأ من هيك ما بقى في”… مخيمات اللجوء السورية حيث أطفال بلا هوية أو مستقبل

أضف تعليق

Your email is safe with us.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Rawabet طلب التسجيل في منصة

X